القطاع التّعليمي والمخاض العسير

 

  بالرّغم من تفوق القطاع التّعليمي في جميع التّحديات وبقائه رمزًا للحضارة  والتطور والوعي بأنواعه، يعيش اليوم تحدّيًا صعبًا وجدّيًا قد يكون سدًّا منيعا أمام كلّ طالب علم، لمحو مشكلة اجتماعية بارزة ألا وهي الأميّة.

  يسلك التّعليم في أيّامنا هذه طريقًا جديدًا ألا وهو التّعليم عن بعد. وكما لجميع الطّرق في عالمنا هذا منحنيات وسهول، فإنّ للتّعليم عن بعد المثل.

  لا بدّ من القول بأنّ لعملية التّعليم عن بعد، أهميّة كبرى في بناء شخصيّة الفرد في التّواصل والتعلّم المستقلّ من جهة, و في خلق منظومة تعليمية متطورة تتماشى مع التقدم المتسارع في العالم من جهة أخرى. وفي ظل جائحة كورونا التي عصفت بالعالم أجمع, وبعد قيام المعنيين في الدّولة باتّخاذ الإجراءات اللّازمة لبدء العام الدراسي الجديد أو حتى استكمال ما فات من المنهاج القديم, توجّهت المدارس والجامعات وغيرها من مراكز التّعليم  بمختلف نطاقاتها لاعتماد طريقة التعلّم عن بعد، وهي الوسيلة الأضمن للمحافظة على العام الدراسي من جهة, وعلى صحّة الأساتذة والطّلاب من جهة أخرى، وذلك من خلال استخدام عدّة أنظمة و تطبيقات أخرى. ZOOM, MICROSOFT TEAMS , …

  أمّا المنحدر الذي واجه التّعلّم عن بعد، ظهرَ مع بدء اعتماده، بحيث تبيّن عدم قدرة أكثر المعلمين  على مجاراة هذه المنظومة التكنولوجيّة والتقنيّة، وذلك بسبب عدم إلمامهم بها واعتماد الطّرق التّقليديّة التلقينيّة في التّعليم حتّى يومنا هذا. وأيضا توضّح عدم قدرة المدرسة والأهل على تأمين متطلّبات التعلّم عن بعد من أجهزة وغيرها من الأدوات والتّطبيقات، بالإضافة إلى سوء تمويل القطاعات الإنتاجيّة كالكهرباء وقطاع الاتّصالات كالإنترنت.

 كأيّ من الأزمات التي تشهدها البلاد، أتت جائحة كورونا لتكشف لنا التّقصير الذي يشهده القطاع التّعليميّ في لبنان في مواكبة التّطورات التّكنولوجيّة التّقنية العالميّة.   هنا تكمن أهميّة إدراك المؤسّسات التربوية, وعلى رأسها وزارة التّربية والتّعليم العالي أهميّة مواكبة التّطور التّكنولوجي ودخوله في الحياة التّعليمية اليوميّة، مما يؤدّي إلى دفع البلد بأكمله للخروج من حالة التخلّف والتّقليد وحثّه على التّطور والتقدّم لخلق جيل واعٍ وبنّاء يعتمد على الفهم والتّحليل والإدراك لا على الحفظ والتّقلين.           

من هنا تبرز أهمية مدرسة الحياة الدّولية في تقديم منهجًا أكاديميًا اجتماعيًا نشطًا وحيويًا وثريًا ثقافيًا وملائمًا وهامًّا قائمًا على المفاهيم.

في فبراير 2019 ، أصبحت الحياة الدولية مدرسة مرشحة لـ IB-MYP.، الفريق مكرّس ويعمل بجدّ لتلبية متطلّبات  MYPلعام 2020 .

تؤكد الحياة الدولية على أهميّة التّعليم باعتباره تمرينًا تعاونيًا يشمل الطّالب والمعلّمين والأسرة. يعمل أعضاء هيئة التّدريس والموظّفون وأولياء الأمور باستمرار للحفاظ على ديناميكيّة عروض مناهجنا وبرامجنا ، وبما يتماشى مع متطّلبات العالم المتغيّرة من أجل إعداد طلّابنا لمستقبل ناجح من العمل والخدمة.

 

 و في ظلّ جائحة كورونا و التّدابير التي اتّخذت للمحافظة على الكادر الأكاديمي بأكمله، خاصّة من ناحية التّعليم الرّقمي عن بعد، وبعد كلّ الصّعوبات التي تواجهها الدّولة والعديد من المدارس ودور التعليم  لبدء العام الدراسي وتخبّطهم في إيجاد حلول للتّماشي مع الأنظمة والمنصّات الرّقمية, فإنّنا بدورنا- في الحياة الدولية- نعمل على أن يوفر كلّ عضو من أعضاء فريقنا التّربوي والإداري فرصًا لطلّابنا للمشاركة بشكل كامل في رحلات التّعلّم الخاصّة بهم ، ويتمّ دعمهم في القيام بذلك من الفريق القياديّ.

فقد عمدت الحياة الدولية إلى تأمين الحواسيب المحمولة لجميع أفراد الكادر التّعليمي، بالإضافة إلى تأمين منصّتيْ ZOOM  و MANAGEBAC.

 يعمل الموظفون، بما في ذلك جميع الفرق، بفعاليّة على أن يعدّوا تجارب افتراضيّة متزامنة وغير متزامنة لمجتمع التعلّم.

يوفر التّعلّم عن بعد تجارب جديدة قد تختلف في ميزات وطبيعة خبرات التّعلّم في الموقع ؛ على هذا النحو، فإنّ التعلّم عن بعد وحده لا يكرّر التعلّم في الموقع. تحقيقًا لهذه الغاية ، فإنّ فريقنا التربويّ يضمن تقديم تعليم قوي كافٍ لتلبية المعايير المتوقّعة. يعتمد التّنفيذ النّاجح للتعلّم عن بعد على التّخطيط الفعّال ، والاستعداد المناسب للطلّاب ، والمشاركة ، والتحفيز ، والأهمّ من ذلك دعم الوالدين القوي ومتابعتهما.

 

Khaled Samhan: IT Officer – Masters of Science in Computer and Communication Engineering

error: Content is protected !!